کد مطلب:110021 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:147

نامه 064-به معاویه











ومن كتاب له علیه السلام

كتبه إلی معاویة، جواباً

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّا كُنَّا نَحْنُ وَأَنْتُمْ عَلَی مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْأُلْفَةِ وَالْجَمَاعَةِ، فَفَرَّقَ بیْنَنَا وَبَیْنَكُمْ أَمْسِ أَنَّا آمَنَّا وَكَفَرْتُمْ، وَالْیَوْمَ أَنَّا اسْتَقَمْنَا وَفُتِنْتُمْ، وَمَا أَسْلَمَ مُسْلِمُكُمْ إِلاَّ كَرْهاً، وَبَعْدَ أَنْ كَانَ أَنْفُ الْإِسْلاَمِ كُلُّهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیَهِ وَآلِهِ، حِزْباً. وَذَكَرْتَ أَنِّی قَتَلْتُ طَلْحَةَ وَالزُّبَیْرَ، وَشَرَّدْتُ بِعَائِشَةَ، وَنَزَلْتُ بَیْنَ الْمِصْرَیْنِ ! وَذلِكَ أَمْرٌ غِبْتَ عَنْهُ، فَلاَ عَلَیْكَ، وَلاَ الْعُذْرُ فِیهِ إِلَیْكَ. وَذَكَرْتَ أَنَّكَ زَائِرِی فِی الْمُهَاجِرِینَ وَالْأَنْصَارِ، وَقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ یَوْمَ أُسِرَ أَخُوكَ، فَإِنْ كَانَ فِیكَ عَجَلٌ فَاسْتَرْفِهْ، فَإِنِّی إِنْ أَزُرْكَ فَذلِكَ جَدِیرٌ أَنْ یَكُونَ اللهُ إِنَّمَا بَعَثَنِی لِلنِّقْمَةِ مِنْكَ! وَإِنْ تَزُرْنِی فَكَمَا قَالَ أَخُو بَنِی أَسَد:

مُسْتَقْبِلِینَ رِیَاحَ الصَّیْفِ تَضْرِبُهُم بِحَاصِبٍ بَیْنَ أَغْوَارٍ وَجُلْمُودْ وَعِنْدِیَ السَّیْفُ الَّذِی أَعْضَضْتُهُ بِجَدِّكَ وَخَالِكَ وَأَخِیكَ فِی مَقَام وَاحِدٍ، وَإِنَّكَ وَاللهِ مَا عَلِمْتُ الْأَغْلَفُ الْقَلْبِ، الْمُقارِبُ الْعَقْلِ، وَالْأَوْلَی أَنْ یُقَالَ لَكَ: إِنَّكَ رَقِیتَ سُلَّماً أَطْلَعَكَ مَطْلَعَ سُوءٍ عَلَیْكَ لاَ لَكَ، لِأَنَّكَ نَشَدْتَ غَیْرَ ضَالَّتِكَ، وَرَعَیْتَ غَیْرَ سَائِمَتِكَ، وَطَلَبْتَ أَمْراً لَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ وَلاَ فِی مَعْدِنِهِ، فَمَا أَبْعَدَ قَوْلَكَ مِنْ فِعْلِكَ!! وَقَرِیبٌ مَا أَشْبَهْتَ مِنْ أَعْمَامٍِ وَأَخْوَالٍ! حَمَلَتْهُمُ الشَّقَاوَةُ، وَتَمَنِّی الْبَاطِلِ، عَلَی الْجُحُودِ بِمُحَمَّدٍ_صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ_َ فَصُرِعُوا مَصَارِعَهُمْ حَیْثُ عَلِمْتَ، لَمْ یَدْفَعُوا عَظِیماً، وَلَمْ یَمْنَعُوا حَرِیماً، بِوَقْعِ سُیُوفٍِ مَا خَلاَ مِنْهَا الْوَغَی، وَلَمْ تُمَاشِهَا الْهُوَیْنَی. وَقَدْ أَكْثَرْتَ فِی قَتَلَةِ عُثْمانَ، فَادْخُلْ فِیَما دَخَلَ فِیهِ النَّاسُ، ثُمَّ حَاكِمِ الْقُوْمَ إِلَیَّ، أَحْمِلْكَ وَإِیَّاهُمْ عَلَی كِتَابِ اللهِ تَعَالَ ی، وَأَمَّا تِلْكَ الَّتِی تُرِیدُ فَإِنَّهَا خُدْعَةُ الصَّبِیِّ عَنِ اللَّبَنِ فِی أَوَّلِ الْفِصَالِ، وَالسَّلاَمُ لِأَهْلِهِ.